السبت، 8 فبراير 2014

شجرة السعادة

كنت  أجلس وسط الصالون أحمل بين يدي كتابا لطه حسين " شجرة البؤس"، عن يمني تجلس أمي في زاوية الصالون ، وفي يدها جهاز الحاسوب و كانت متكئة على أريكة رمادية اللون شعرها يلامس الأرض من الجهة الأخرى  و قميصها الأصفر المزركش بالأخضر، الذي يجعل من بيتنا  جنبات نهر قد احتضنها فصل الربيع  . كنت أختلس إليها النظر، كلما تعبت من القراءة و أردت أن أخد نفسا . أتنهد حينها كمن استيقظ لتوه من اثر الصدمة ، ثم أرفع أصبعي لأكفكف عبرة من عيني نزلت لتوها، تأثرا بحال" نفيسة" التي أصيبت في عقلها بعدما سكنتها جنية البيت، و بحال خالد بعلها الذي اضطر لتطليقها لا  لأنها كانت دميمة الوجه ولكن لما سبق ذكره  إنها أحدات في القصة التي كنت أقرأها  لصاحبنا .