كنت أجلس وسط
الصالون أحمل بين يدي كتابا لطه حسين " شجرة البؤس"، عن يمني تجلس أمي
في زاوية الصالون ، وفي يدها جهاز الحاسوب و كانت متكئة على أريكة رمادية اللون
شعرها يلامس الأرض من الجهة الأخرى و
قميصها الأصفر المزركش بالأخضر، الذي يجعل من بيتنا جنبات نهر قد احتضنها فصل الربيع . كنت أختلس إليها النظر، كلما تعبت من القراءة
و أردت أن أخد نفسا . أتنهد حينها كمن استيقظ لتوه من اثر الصدمة ، ثم أرفع أصبعي
لأكفكف عبرة من عيني نزلت لتوها، تأثرا بحال" نفيسة" التي أصيبت في
عقلها بعدما سكنتها جنية البيت، و بحال خالد بعلها الذي اضطر لتطليقها لا لأنها كانت دميمة الوجه ولكن لما سبق ذكره إنها أحدات في القصة التي كنت أقرأها لصاحبنا .