- صلى صاحبنا صلاة العشاء ثم رفع بصره إلى السماء ، فإذا الوسمي، وإذا هي راغبة عن الناس ، مديرة وجهها عن الخلق ، مقبلة مدبرة ، ولسان حالها يقول يا أيها البشر ادخلوا مساكنكم أن تبلكم الإمطار وأنتم تسيرون . لم يبال صاحبنا بكل هذا بل ارتدى ملابسه الشتوية، فهي فرصة لا تعوض ، شوارع مراكش خاوية على عروشها ، إلا من بعض السيارات المسرعة في اتجاه المجهول وبعض الحافلات تعلو محياهم ابتسامة من الأعماق فلا اكتظاظ و هرج لا مرج يصك الأذان وفي المقابل تمر سيارات الأجرة الصغيرة الحجم الصفراء، بسرعة لكأن أصحابها يندبون حظهم العكر، يسير صاحبنا بخطى تقيله، بين نسائم تغازل قطرات الندى مشاكسة على إيقاع تنهد المصابيح البائسة هاهو بين أحضان " كليز " من جديد للمرة الثانية هذا المساء يعود إليه ، بعد المرة الأولى التي شارك فيها السياح من أجناس مختلفة عرب وغربيين في وجبة العشاء ، حثي إنك لا تستطيع تميزه من بينهم إلا إذا سألته عن أسماء ما يأكل فلا يكاد يجب ، هاهو يعود إلى "كليز" كأنه عاشق ولهان فلا يغادر المكان إلا وقد انتصف الليل . كان يمر على رجالة الأمن وقبل أن يلقي عليهم التحية ، تسبق ابتسامتهم محيية إياه كأنها سهام رحمة إلهية ثالثة اثنين إذ هما تحث المطر، فلم يكن صاحبنا وحيدا في جولته هاته كان رفقة إدريس، فكانت الهمزة فيه ابتسامة وسلوان والدال فيه دواء ، والراء فيه روضة فيحاء ، الياء فيه ينابيع ماء ، والسين سعادة وسكينة من الرحمن ,
السبت، 18 يناير 2014
بين أحضان كليز وتحت أنغام قطرات المطر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق