أخرجت دراجتي من المحراب بعد ما انتهيت من العمل ولما
شغلتها واستعددت لقيادتها ، أبت الحراك.
قالت: مالي أراك على غير ما يرام ، مالي أرى الدمع من
عينك وعلى خدك ينهمل
قلت : لا شيء
قالت : والله لن أتحرك إلا أذا أخبرتني عن سر تجهمك
قلت: لقد وصلت اليوم
إلى العمل متأخرا ّ، و "لحسن حظي" التقيت بالمدير فاستوقفني، قائلا
:ما هذا يا أستاذ؟
التلاميذ تحت أشعة
ينتظرون ، أرجو ألا يكون هذا تهاونا ما ذنب هؤلاء الأطفال :
الدرجة : قهقهت ، قائلة : وأين المشكل في هذا كله
قلت : ها أنت كعادتك تسخرين مني، وأنا ليس لي مزاج لهذا
كله، هناك ظروف قاهرة
قالت بلهجة أهون
منها هزيز هزيم الرعد : الظروف، الظروف ..
وأسفاه أنت أيضا تتوارى وراء
الظروف أنت أيضا عربي سلبي ، عالة على
العروبة
قلت : هون عليك عزيزتي أراك قد انهلت علي بالصفع المبرح والكلام اللاذع، أخف منه لسع
الزنابير
قالت : نعم أنت المخطئ سيدي، أنت من قوم يطالبون بالحقوق
و لا يؤدون الوجبات ، وهذه هي مشكلتكم كبشر وخاصة العرب
دعني من مديرك الآن
، ألست تزعم أنك أستاذ؟ ، أوليس أحق بالأستاذ
أن يكون قدوة لمن يربهم ويعلمهم بأفعاله قبل أقواله، بالله عليك كيف سيكون جيل، أساتذتهم لا يحترمون
الوقت، وكيف سيخرج المجتمع من التأخر والأساتذة فيه يتأخرون
لماذا لا يكون لك
مبادئ تحترمها (التزم بالوقت جدية
في العمل ، التفاني
لماذا لا تتخذ من المعلم قدوة لك لماذا أنتم شعب تسعون وراء إرضاء رؤوسكم ومد
رائكم، ولا تبدلون أدنى جهد في سبيل أداء
واجباتكم على أكمل وجه ، لم تكبدون أنفسكم
مشقة عيوب الآخرين والمسؤولين ، وعيوبكم أغلال تكبل أقدامكم ،وتعرقل مسيرتكم
قلت :مهلا مهلا يا عزيزتي أراك صرت قليلة الأدب معي، ولا تحترمنني '"ولا
قد السطل قد القب'"
قالت أرأيت كيف انزعجت من الحق والحقيقة ، كنت أظنك مثقفا
واعيا ولكنك للأسف من حاملي الشواهد لا أقل ولا أكثر ،لسان حالكم يقول نافقني ولا تنتقدني، عيوبي
مقدسة دونها لقد أفرزتم لنا جيلا مضطربا مثخنتا
في عمومه عليلا يحدو من غير بعير ،
جيلا منافقا غبيا ...
قلت: أه أه أه أسمعني من فضلك
قالت ": أسمعني أنت ، لماذا تحملون المسؤولية
للآخرين ، لماذا كل واحد منكم يعتبر نفسه الأفضل و أن الأخر هو المخطئ والظالم
لماذا
الصراع ..........
ركب ركب ركب نمشو
قلت :ولكن
قالت : ولكن تبا للأساتذة دون ضمير ، البعيدون عن التربية ، الاساتذة ... بل سحقا لمن يطلب الحقوق وهو
لا يعرف للقيام بالوجبات سبيل
ركب ، ركب او راجع نفسك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق